يقول ابن عباس عن يوم الدين:
(يدينهم [الله] بأعمالهم، إن خيرًا فخيرًا،
وإن شرًّا فشرًّا، إلا من عَفا عنه، فالأمرُ أمرُه)1.
فكل عمل يعمله الإنسان يراه يوم الدين ويتذكره،
قال تعالى:
يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الِنسَانُ مَا سَعَى }
(النازعات : 35 )
وقال:
لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً
(الكهف : 49 )
وقال في اللسان: (كل شيء غير حاضر دَيْن ...
[و]دِنْتُه بفعله دَيْنا [أي]: جزيته)2.
فكل عمل يعمله الإنسان فهو دِين باعتبار أنه فاعله.
وهو دَيْن باعتبار أن له عاقبة وسيحاسب عليه،
ويستوفي حقه الآجل يوم الدين.
فيوم الدين يوم أن يتذكر أعماله وما دان به.
ويوم الدين يوم أن يجازى على دَينه.
فكل عمل إما يكون لك فأنت (دائن)، أو يكون عليك فأنت (مدين):
فإن كان العمل لك تكون دائنا عند ربك،
فيوم الدين يوفيك الله أجر دَيْنك أضعافا مضاعفة.
وإن كان العمل عليك تكون مدينا عند ربك، فإما أن يعفو عن دَيْنك،
أو يستوفى منك دَيْنك (والعياذ بالله).
قال تعالى:
فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ
(الواقعة : 86 )
وقال:
يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ
(النور : 25 )
وقال:
وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ
وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
(البقرة : 281 )
وقال:
فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ
وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
(آل عمران : 25 )
وقال:
يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ
وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
(النحل : 111 )
فنفى عن نفسه الظلم سبحانه، ولا يظلم ربك أحدا.
وقال:
يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً
وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً
وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ
وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ
(آل عمران : 30 )
فالحمد لله أن ختم الآية بالرأفة،
ولكن لنحذر فقد حذرنا الله نفسه.
[size=32]ولكن لنحذر فقد حذرنا الله نفسه.
[size=48]ولكن لنحذر فقد حذرنا الله نفسه.[/size]
أسأل الله لي ولكل المتابعين أن يحاسبنا حسابا يسيرا.[/size]
[size=16]======== هوامش ==========
1) تفسير الطبري، عند تفسير (يوم الدين)، في الفاتحة.
2) لسان العرب، مادة (دين).[/size]
__________________
بارك الله لنا ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الذكر الحكيم،،،
شبكة الشفاء الإسلامية