Yasmineyasmina ::مراقبة عامة::
عدد المساهمات : 61 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 22/03/2017 الموقع : الجزائر
| موضوع: فن السرور.... الإثنين مايو 08, 2017 10:32 pm | |
| |
فن السرور
من أعظم النعم سرور القلب ، واستقراره وهدوءه ، فإن في سروره ثبات الذهن وجودة الإنتاج وابتهاج النفس ، وقالوا. إن السرور فن يدرس ، فمن عرف كيف يجلبه ويحصل عليه ، ويحظى به استفاد من مباهج الحياة ومسار العيش ، والنعم التي من بين يديه ومن خلفه. والأصل الأصيل في طلب السرور قوة الاحتمال ، فلا يهتز من الزوابع ولا يتحرك للحوادث ، ولا ينزعج للتوافه. وبحسب قوة القلب وصفائه ، تشرق النفس. إن خور الطبيعة وضعف المقاومة وجزع النفس ، رواحل للهموم والغموم والأحزان ، فمن عود نفسه التصبر والتجلد هانت عليه المزعجات ، وخفت عليه الأزمات.
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا *** فأهون ما تمر به الوحول
ومن أعداء السرور ضيق الأفق ، وضحالة النظرة ، والاهتمام بالنفس فحسب ، ونسيان العالم وما فيه ، والله قد وصف أعداءه بأنهم ( أهمتهم أنفسهم ، فكأن هؤلاء القاصرين يرون الكون في داخلهم ، فلا يفكرون في غيرهم ، ولا يعيشون لسواهم ، ولا يهتمون للآخرين. إن على وعليك أن نتشاغل عن أنفسنا أحيانا ، ونبتعد عن ذواتنا أزمانا لننسى جراحنا وغمومنا وأحزاننا ، فنكسب أمرين : إسعاد أنفسنا ، وإسعاد الآخرين.
من الأصول في فن السرور : أن تلجم تفكيرك وتعصمه ، فلا يتفلت ولا يهرب ولا يطيش ، فإنك إن تركت تفكيرك وشأنه جمح وطفح ، وأعاد عليك ملف الأحزان وقرأ عليك كتاب المآسي منذ ولدتك أمك. إن التفكير إذا شرد أعاد لك الماضي الجريح والمستقبل المخيف ، فزلزل أركانك وهز كيانك وأحرق مشاعرك ، فاخطمه بخطام التوجه الجاد المركز على العمل المثمر المفيد ، { وتوكل على الحى الذي لا يموت } .
ومن الأصول أيضا في دراسة السرور : أن تعطي الحياة قيمتها ، وأن تنزلها منزلتها ، فهي لهو ، ولا تستحق منك إلا الإعراض والصدود ، لأنها أم الهجر ومرضعة الفجائع ، وجالبة الكوارث ، فمن هذه صفتها كيف يهتم بها ، ويحزن على ما فات منها. صفوها كدر ، وبرقها خلب ، ومواعيدها سراب بقيعة ، مولودها مفقود ، وسيدها محسود ، ومنعمها مهدد ، وعاشقها مقتول بسيف غدرها. أبني أبينا نحن أهل منازل *** أبدا غراب البين فيها ينعق نبكي على الدنيا وما من معشر *** جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا أين الجبابرة الأكاسرة الألى *** كنزوا الكنوز فلا بقين ولا بقوا من كل من ضاق الفضاء بعيشه *** حتى ثوى فحواه لحد ضيق خرس إذا نودوا كأن لم يعلموا *** أن الكلام لهم حلال مطلق
وفي الحديث : ( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ) وفي فن الآداب : وإنما السرور باصطناعه واجتلاب بسمته ، واقتناص أسبابه ، وتكلف بوادره ، حتى يكون طبعا. إن الحياة الدنيا لا تستحق منا إعادتها العبوس والتذمر والتبرم. حكم المنية في البرية جاري *** ما هذه الدنيا بدار قرار بينا ترى الإنسان فيها مخبرا *** ألفيتة خبرا من الأخبار طبعت على كدر، وأنت تريدها *** صفوا من الأقذار والأكدار ومكلف الأيام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار وإذا رجوت المستحيل فإنما *** تبني الرجاء على شفير هاو والعيش نوم والمنية يقظة *** والمرء بينهما خيال ساري فاقضوا مآربكم عجالا إنما *** أعماركم سفر من الأسفار وتركضوا خيل الشباب وبادروا *** أن تسترد فإنهن عوار ليس الزمان وإن حرصت مسالما *** طبع الزمان عداوة الأحرار
والحقيقة التي لاريب فيها أنك لا تستطيع أن تنزع من حياتك كل آثار الحزن ، لأن الحياة خلقت هكذا{ لقد خلقنا الإنسان في كبد }
|
|
| |
|
اية ايوتة ::مشرف عام::
عدد المساهمات : 418 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 27/12/2016 العمر : 21
| موضوع: رد: فن السرور.... الأربعاء مايو 10, 2017 3:24 pm | |
| | |
|