admin *
عدد المساهمات : 48 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 14/04/2017
| موضوع: - شرح حديث «ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» 1 السبت أبريل 15, 2017 8:40 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم -----------------------
شرح حديث «ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
بيان غلظ تحريم إسبال الإزار والمن والعطية، وتنفيق السلعة بالحلف، وبيان الثلاثة الذين لا يكلمهم الله تعالى يوم القيامة، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم:
• عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ». قَالَ: فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مِرَارٍ. قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَابُوا وَخَسِرُوا، مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَال: «الْمُسْبِلُ، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ» (صحيح مسلم؛ برقم: [106]).
• وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ» (صحيح مسلم؛ برقم: [107]).
• وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ مَاءٍ بِالْفَلَاةِ يَمْنَعُهُ مِنَ ابْنِ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَحَلَفَ لَهُ بِاللهِ لَأَخَذَهَا بِكَذَا وَكَذَا، فَصَدَّقَهُ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَا، فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا وَفَى، وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا لَمْ يَفِ» (صحيح مسلم؛ برقم: [108]).
أولًا: ترجمة راويي الأحاديث:
أبو ذر رضي الله عنه تقدمت ترجمته في الحديث الثاني والأربعين من كتاب الإيمان.
وأما أبو هريرة رضي الله عنه فتقدمت ترجمته في الحديث الأول من كتاب الإيمان.
ثانيًا: تخريج الأحاديث:
حديث أبي ذر أخرجه مسلم حديث [106]، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه أبو داود في (كتاب اللباس؛ باب ما جاء في إسبال الإزار) حديث [4087]، وأخرجه الترمذي في (كتاب البيوع؛ باب ما جاء فيمن حلف على سلعة كاذبة) حديث [1211]، وأخرجه النسائي في (كتاب الزكاة؛ باب المنان لما أعطى) حديث [2562]، وأخرجه ابن ماجه في (كتاب التجارات؛ باب ما جاء في كراهية الأيمان في الشراء والبيع) حديث [2208].
وأما حديث أبي هريرة الذي يليه فأخرجه مسلم حديث [107] وانفرد به.
وأما حديث أبي هريرة الآخر فأخرجه مسلم حديث [108]، وأخرجه البخاري في (كتاب المساقاة؛ باب إثم من منع ابن السبيل من الماء) حديث [2358]، وأخرجه ابن ماجه في (كتاب التجارات؛ باب ما جاء في كراهية الأيمان في الشراء والبيع) حديث [2207].
ثالثًا: شرح ألفاظ الأحاديث:
«ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ»: العدد ثلاثة في الأحاديث لا يراد به الحصر، بدليل أن مجموع من يدخل في هذا الوعيد في الأحاديث الثلاثة تسعة أصناف، وجاء غيرهم في أدلة أخرى؛ كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران:77]، وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة:174]؛ فالوعيد في هذه الأحاديث جاء مثله من الوعيد في كتاب الله جل وعلا. «لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»: جمهور المفسرين على أنه لا يكلمهم كلامًا ينفعهم ويسرهم ويرضى به عنهم، وهناك أقوال أخرى، هذا أصحها والله أعلم؛ لأن الله عز وجل يكلم أهل النار وهم في النار، لكنه كلام ليس على سبيل الرضا، فيقول تعالى: {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون:108].
«وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ»؛ أي: لا ينظر إليهم نظرًا خاصًّا، بل يعرض عنهم، فلا ينظر إليهم نظر رحمة ولطف، وإنما النظر العام؛ فإن الله ينظر إلى كل شيء سبحانه.
«وَلَا يُزَكِّيهِمْ»؛ أي: لا يطهرهم من الدنس، ولا يُثني عليهم خيرًا.
«وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ»؛ أي: مؤلم وموجع.
"خَابُوا وَخَسِرُوا"؛ أي: من الخيبة، وهي الخذلان في ذلك الوقت، وهذه خسارة عظيمة، نسأل الله السلامة والعافية.
ما تقدم هو بيان لألفاظ قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ»، وهي ألفاظ كررها النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الثلاثة، وأما الأصناف الذين يدخلون تحت هذا الوعيد فسيأتي ذكر كل واحد منهم على حدة في الفوائد بإذن الله تعالى.
رابعًا: من فوائد الأحاديث:
الفائدة الأولى:
أحاديث الباب دليل على عظم جرم من وقع في واحد من الأصناف المذكورة، وهذا يدل على أنها من كبائر الذنوب، وعقابه من الله عز وجل بأن يحرم من ثلاث، ويعطى واحدة؛ فيُحرَم من تكليم الله عز وجل له، والنظر إليه، وتزكيته، وله واحدة وهي عذاب أليم، فيا لها من خسارة عظيمة، نسأل الله السلامة والعافية؛ ولذا قال أبو ذر -كما في حديثه-: "خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟"، ولعظم وفظاعة هذه الخسارة كررها النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما في حديث أبي ذر ثلاث مرات.
الفائدة الثانية:
في الأحاديث إثبات لصفة الكلام لله عز وجل، وأهل السنة والجماعة يعتقدون أن الله عز وجل يتكلم، وأن كلامه بصوت وحرف، وأن القرآن كلامه منزل غير مخلوق، وكلام الله صفة ذاتية فعلية؛ فهو متكلِّم سبحانه، ولم يزل متكلمًا، والأدلة على ذلك كثيرة:
أولًا: من القرآن وهي كثيرة، ومنها: 1. قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء من الآية:164].
2. وقوله: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللهِ} [التوبة من الآية:6].
3. ويصح أن نقول أيضًا، وهذا اعتقاد أهل السنة والجماعة بأن الله يتكلم (كما سبق في الأدلة)، ويتحدث؛ {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا} [النساء من الآية:87]، ويقول: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا} [النساء: 122]، وينادي: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [القصص: 30].
ثانيًا: ومن السنة:
الأدلة كثيرة مستفيضة، منها أحاديث الباب، ومنها:
1. ما رواه البخاري ومسلم: حديث احتجاج آدم وموسى وفيه: «قَالَ لَهُ آدَمُ: يَا مُوسَى اصْطَفَاكَ الله بِكَلَامِهِ» (صحيح البخاري؛ برقم: [6614]، صحيح مسلم؛ برقم: [2652]).
2. ما رواه البخاري ومسلم أيضًا: حديث قصة الإفك، وقول عائشة: ".. وَلَشَأْنِي فِي نَفْسِي كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللهُ فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى" (صحيح البخاري؛ برقم: [4750]، صحيح مسلم؛ برقم: [2770]).
قال أبو بكر الخلال: "أخبرني علي بن عيسى: أن حَنْبَلاً حدثهم قال: قلت لأبي عبدالله (يقصد أباه أحمد بن حنبل): الله يكلم عبده يوم القيامة؟ قال: نعم، فمن يقضي بين الخلائق إلا الله عز وجل؟! يكلم الله عبده ويسأله، الله متكلم، لم يزل الله متكلمًا، يأمر بما شاء، ويحكم بما شاء، وليس له عدل ولا مثل، كيف يشاء، وأين شاء" (انظر: المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد: [1/288]، وانظر أيضًا فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: [12/304]).
الفائدة الثالثة:
في الأحاديث إثبات صفة النظر لله عز وجل، وهي صفة فعلية خبرية ثابتة لله عز وجل بالكتاب والسنة، فمن الكتاب قوله تعالى: {وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران من الآية:77]، ومن السنة أحاديث الباب.
الفائدة الرابعة:
دلت أحاديث الباب على أصناف يدخلون تحت هذا الوعيد العظيم، فيُحرَمون من نظر الله عز وجل لهم، ومن تكليمه وتزكيته، ولهم مع ذلك عذاب أليم، وإليك هذه الأصناف مع شيء من الأحكام:
**** طريق الاسلام | |
|
اية ايوتة ::مشرف عام::
عدد المساهمات : 418 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 27/12/2016 العمر : 21
| موضوع: رد: - شرح حديث «ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» 1 السبت أبريل 15, 2017 9:59 am | |
| | |
|
foton عضو بارز
عدد المساهمات : 258 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 07/03/2017 العمر : 20
| موضوع: رد: - شرح حديث «ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» 1 السبت مايو 20, 2017 12:27 pm | |
| | |
|