طريقة اكتشاف الوقف في سورة المسد بطريقة متدرجة للشيخ جمال القرش
الوقف والابتداء في سُورَةِ المسد
قُولُه تَعَالَى: تبت يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ«1» مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ«2» سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ«3» وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ«4» فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ«5»
حتى نعرف المواضع التي يجوز الوقف عليها نبحث أولا عن الجمل المستأنفة.
الأية الأولى : تبت يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ«1»
توجد جملتان
1. جملة: « تبّت يدا . » لا محلّ لها ابتدائيّة،
2. و جملة: « وتبّ ... » معطوفة عليها
نلاحظ أن الجملتين الأولى منها في مقام المستأنفة وهي الابتدائية ، ولذلك يعتبر نهاية السورة التي قبلها تام، والثانية معربة ، لأنها معطوفة على ما قبلها وعليه فلا وقف على ما قبلها لئلا يفصل بينالعطف والمعطوف
الأية الثانية : مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ«2»
توجد جملتان :
1. جملة: « ما أغنى عنه ماله . » لا محلّ لها استئنافيّة ، وبناء على ذلك يحتمل أن يكون الوقف على ما قبلها وهو ( وتب) تام أو كاف حسب تقدير المعنى واتصاله فباعتبار أنه نهاية الدعاء على أبي لهب ، وبداية الوعيد ، يكون تاما، وباعتبار استمرار الوعيد والخطاب بشأن أبي لهب فالوقف كاف لاتصال المعنى والذي يترجح لي والله تعالى أعلى وأعلم هو أن يكون الوقف كافيا ،وذلك لأن الدعاء يحمل تهديدا ووعيدا ويستمر ذلك في الأية التي بعدها في قوله ما أغنى عنه ماله وما كسب.
2. جملة: « كسب ..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ «ما» ..وبناء على ذلك فلا وقف لئلا يفصل بين الصلة والموصول
الأية الثالثة : سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ«3»
توجد جملة :وحدة مستأنفة
1. جملة: « سيصلى ..» لا محلّ لها استئناف بيانيّ وبناء على ذلك فالوقف على ما قبلها (وما كسب) كاف لاتصال المعنى واستمرار الوعيد والتهديد في(سيصلى نارا)وبذلك يكون الوقف«كافيا»
الأية الرابعة : وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ«4»
توجد جملتان وكلاهما يحتمل الاستئناف والإعراب
الأول : وَامْرَأَتُهُ .... في جيدها حبل
فهذه الجملة تحتمل أن تكون مستأنفة ، وخبرها( في جيدها حبل) أو تكون معطوفة عطف مفردات على الضمير في سيصلى ، أي سيصلى هو وامرأته فعلى تقدير العطف فلا وقف على ما قبلها إلا باعتبار رأس الأية ، وعلى تقدير الاستئناف فالوقف على ما قبلها وهو (أبي لهب) كاف، لا تصال المعنى وانقطاع العلاقة اللفظية.
الثانية : جملة «أذم حمالة » معترضة بين الحال وصاحبها. ، وعلى هذا التقدير يكون الوقف على ما قبلها كاف.
الأية الخامسة: فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ«5»
توجد جملة واحدة تحتمل الإعراب والاستئناف
جملة: « في جيدها حبل ) فعلى أنها معربة باعتبار أنها.حالية من(امرأته)، » أو خبر لـأمراته فلا وقف على ما قبلها وهو ( الحطب) لئلا يفصل بين الحال وصاحبه ، أو بين المبتدأ وهو ( وامرأته) والخبر في جيدها)
وعلى أنها مستأنفة فيكون الوقف على ما قبلها وهو (الحطب) كاف : لا تصال المعنى بشأن امرأة ابي لهب.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
البحث من كتاب ( الوقف والابتداء من جزء عم ودراسة جزء عم لـ جمال القرش)