في هذه الليلة الليلاء التي جنّ ليلها والقى السواد رداءه على الارض فغمر البطاح اصغيت في سكينته فلا انيس ولا جليس ووجدتني غريبا في هذا العالم..... والغربة موحشه موجعه...وفي النفس هاجت وترادفت ذكريات كالبرق بعضها يأخذ برقاب بعض... هجرت مضجعي الى الشارع فالشارع لاينام.. ولعل في سهره عزاءا لنفسي التي تنبثق عنها الافكار قهرا وقسرا والتي لا تريد ان تنام.... فلعلي ابوح له بلواعج وخوالج النفس وصوت من داخلي ينبعث ان اسكت ايها القلب فالليل لايسمعك...الدنيا موحشه والضباب قد نزل كما ينزل برقع على وجه صبيه حسناء.
اعترف اني اتقنت قراءة الحزن على الحرف والقافيه..واعترف اني اهملت البنفسج والياس واحبتي والعزيز من الناس...في احد ازقة المدينه..ارتشف قهوتي في ركن من مقهى عتيق ..السماء ارتدت معطفا رماديا ...الدنيا مطر.القدر يأبى ان يطيع.ويأبى الاّ ان ينفّذ احكامه..مللت احاديث المقهى السخيفه وضحكات الناس التافهه...يسألني احدهم عن الجمال ليس الجمال ذاك الذي يوزن بالرطل ويقاس بالمتر والحبّ غير اللذه لا يعبر عنه بسواد المقل وتورّد الخدود ولا استدارة الساق وبروز النهود وللمودّة سوره وثوره يحركها اخف اللواعج والبواعث ان الحبّ صلوات ومصدر الهام ونور قدسي ونشوة روحيه وموسيقى رفيعه في سنمفونية الحياة .. انا شاعر انظم ما تنثره الحياةمن حسن لذا تجدني غريبا ولي في الحياة آ راء اطرحها على الناس لاتعجبهم في كثير من الاحيان..من يأكل العصي ليس كمن يعدها ومن يكتب بالحبر ليس كمن يكتب بالدمع والدماء...وليس سكون الملل كسكون الالم وانتبهت...... فاذا الوقت متأخر