في كل سنة يجتاز مئات الالاف من التلاميذ شهادة البكلوريا. وهي بمثابة المصير الذي يحدد مستقبلهم
هنا. نحن بصدد المساعدة لكي يحقق كل مطمحه وينال هدفه
اليوم سنضع مجموعة من المقالات المحتلمة هذه السنة
لا تعتمدوا عليها فقط بل راجعوا كل الدروس
1- اللغة والفكر
2- الشعور واللاشعور
3- الاخلاق
نبدأ. بالاولى.
اللغة والفكر[size=56]إذا كانت اللغة نسقا من الألفاظ و الرموز المنتظمة يتم من خلالها التواصل بين الناس[/size]
[size=56]وإذا كان الفكر هو عمل العقل الذي يحدث داخل النفس ، فقد نشا خلاف بين الفلاسفة وعلماء[/size]
[size=56]اللسانيات حول طبيعة العلاقة الموجودة بين اللغة والفكر ، فمنهم من اعتبر العلاقة بينهما[/size]
[size=56]علاقة اتصال ومنهم من اعتبرها علاقة انفصال .[/size]
[size=56]والإشكال المطروح هنا هو ماهي العلاقة الحقيقية بين اللغة و الفكر ؟ والى ماذا استند كل[/size]
[size=56]موقف في إثبات حججه وأدلته ؟[/size]
[size=56]والى أي مدى يمكن تهذيب التناقض الموجود بين الاتجاهين ؟[/size]
[size=56]العرض : ( محاولة حل المشكلة )[/size]
[size=56]يرى بعض الفلاسفة بان العلاقة بين اللغة و الفكر علاقة اتصال و تكامل و يمثل هذا[/size]
[size=56]الاتجاه أصحاب الاتجاه الأحادي الذي يوحد بين اللغة والفكر و يعتبرهما شيئا واحدا و من أهم[/size]
[size=56]دعاة هذا الموقف الفيلسوف * هاملتون * الذي اشتهر بمقولته * الألفاظ حصون المعاني *[/size]
[size=56]فالمقصود بالألفاظ هي اللغة و المقصود بالمعاني هو الفكر ، أي أن اللغة تمثل حصنا منيعا[/size]
[size=56]للفكر فاللغة بهذا تحمل الأفكار الداخلية و تخرجها للعالم الخارجي ، و يؤيده في هذا الاتجاه[/size]
[size=56]الفيلسوف الفرنسي * لافال * الذي يقول * ليست اللغة كما يعتقد البعض ثوب الفكرة ولكن[/size]
[size=56]جسمها الحقيقي * ، ويقول * سيروس * * الفكر لا ينفصل عن اللغة * ، كذلك اثبت علم نفس الطفل بان الطفل في مراحل حياته الأولى يجهل العالم الذي يحيط به إلى أن يتعلم الألفاظ و الجمل فتتكون لديه الأفكار تدريجيا أي أن الطفل يكتسب اللغة و الفكر في وقت واحد فلا يوجد تصور في الذهن بدون لفظ يكونه ، و يقول الفيلسوف الفرنسي * دولاكروا * في هذا الصدد * إن الرمز قلب التصور * و يقصد بالرمز اللغة والتصور الفكر ،و يكون التفكير بهذا المعنى ليس سوى حوار يتم بين الإنسان ونفسه ، فالفكر في نظر * أفلاطون * هو لغة صامتة ويقول الفيلسوف الألماني * فردريك هيغل * إننا نفكر داخل الكلمات *[/size]
[size=56]غير أن هذا التحليل للعلاقة بين اللغة والفكر بالرغم من كونه قريبا من الواقع الا انه لا يفسر لنا كل الحالات فهناك عدة انتقادات يمكن توجيهها لأصحاب هذا الاتجاه أهمها هو كيف يمكننا تفسير عجز اللغة عن التعبير عن بعض أفكارنا فأحيانا لا نجد الكلمات المناسبة لوصف شعور ما وهذا قصور واضح للغة و الواضح هنا بان الإنسان يملك أفكارا أكثر بكثير مما يملك ألفاظا.[/size]
[size=56]وعلى عكس الموقف الأول نجد موقفا آخر يؤكد على انفصال اللغة عن الفكر وقد عرف هذا الموقف بالاتجاه الثنائي، ولعل ابرز من يمثل هذا الاتجاه الفيلسوف الفرنسي * هنري برغسون * الذي انتقد كثيرا دور اللغة واعتبرها بمثابة القاتلة لأفكار الإنسان وقد عبر على ذلك بمقولته الشهيرة * الألفاظ قبور المعاني * ودليله في هذا إن المعاني و الأفكار تتدفق باستمرار عندما يكون الإنسان في حالة وعي بينما تكون الألفاظ منفصلة عن بعضها البعض وإذا كان الإنسان في أحيان كثيرة يجد صعوبة في التعبير عن أفكاره فهذا يرجع إلى عجز اللغة وكذلك يؤكد بان عالم الفكر أوسع بكثير من عالم اللغة الذي تمثله ألفاظ و إشارات محدودة ، يقول * برغسون * * نحن نفشل في التعبير بصفة كاملة عما نشعر به لذلك الفكر يبقى أوسع من اللغة * ، ويؤيده في هذا كذلك الفيلسوف الفرنسي * ديدرو * الذي كان دائما يقر بانفصال اللغة عن الفكر حيث يقول * اعتقد أننا نملك أفكارا أكثر مما نملك اصواتا * ، كذلك يستدل أصحاب هذا الموقف في إثبات رأيهم إلى لجوء الإنسان في كثير من الأحيان إلى استبدال اللغة بوسائل أخرى للتعبير عن أفكاره مثل الموسيقى و الرسم و غير ذلك ، ويقول * فاليري * في هذا الصدد * إن أجمل الأفكار هي التي لم تكتب بعد *[/size]
[size=56]بالرغم من أن هذا الموقف استطاع إثبات عجز اللغة عن حمل الأفكار في بعض الحالات الا[/size]
[size=56]إن هذا لا يعني بالضرورة أن اللغة عاجزة تماما عن مسايرة كل الأفكار فهي تبقى الوسيلة[/size]
[size=56]الأكثر استعمالا لنقل الأفكار و إظهارها ، بالإضافة إلى أننا لا نستطيع عمليا أن نفصل بين[/size]
[size=56]اللغة والفكر و لا يوجد فاصل زمني بين عملية التفكير و عملية التعبير و في حقيقة الأمر فان[/size]
[size=56]الإنسان يفكر باللغة .[/size]
[size=56]إن أي محاولة للفصل التام بين اللغة والفكر لا يمكن أن تتحقق ولا تستطيع أن تفسر لنا كل[/size]
[size=56]الحالات فكل من الموقفين السابقين استطاع تفسير جزء فقط من الإشكالية ، والرأي المنطقي[/size]
[size=56]السليم يقول إن الفصل بين اللغة والفكر هو تماما كالفصل بين وجه العملة النقدية وظهرها وذلك مستحيل ، لذلك يجب التكامل بين ايجابيات كل من الموقفين .[/size]
[size=56]الخاتمة : ( حل المشكلة )[/size]
[size=56]وهكذا نستنتج في الأخير من طرحنا لإشكالية العلاقة بين اللغة والفكر ، بان اللغة ليست الفكر والفكر ليس اللغة ، لكن لا يمكننا تصور وجود احدهما دون الآخر فالعلاقة بينهما علاقة وظيفية تكاملية يخدم كل منهما الآخر .[/size]
[size=56]إعداد الأستاذ : بودانة عبد الهادي[/size]
[size=56] [/size]
الشعور واللاشعور[size=56]يعيش الإنسان حياة نفسية مختلفة باختلاف الأحوال والظروف فيشعر مرة بالفرح ومرة أخرى بالحزن ويشعر مرة باللذة ومرة بالألم ، فإذا كان الشعور هو الذي يجعلنا نعي أحوالنا النفسية ، هل هذا الشعور يطلعنا على ما يوجد بداخلنا من أحوال نفسية وتنعكس على سلوكاتنا ، وتكون حياتنا النفسية هنا موضوعا واضحا بالنسبة لنا ؟ أم أن هناك جانبا آخر لا نعيه ؟[/size]
[size=56]وبعبارة أخرى هل كل ما هو نفسي هو بالضرورة شعوري ؟[/size]
[size=56]العرض : ( محاولة حل المشكلة )[/size]
[size=56]يعرف الفيلسوف الفرنسي ” لالاند ” الشعور بأنه ” حدس الفكر لأحواله وأفعاله ” ’ ويكون الشعور بهذا التعريف هو الوعي الذي يصاحبنا دوما عند القيام بأي عمل ’ هكذا تأسست أفكار المدرسة الكلاسيكية على هذا الرأي بزعامة الفيلسوف الفرنسي ” ديكارت 1596 / 1650″ الذي جعل من الشعور أساسا ومبدأ وحيدا لتفسير حياة الإنسان النفسية فالحياة النفسية في نظره تساوي الشعور والشعور يساوي الحياة النفسية ، ترجع جذور هذه النظرية إلى الفلسفة اليونانية وبالتحديد إلى آراء ” سقراط 479/ 399 ق م “، الذي اعتقد إن الإنسان يعرف نفسه ويستطيع الحكم عليها وعلى أحوالها وأفعالها وقد عبر عن ذلك بمقولته الشهيرة ” اعرف نفسك بنفسك ” ونفس الموقف نجده في الكوجيتو الديكارتي الذي يقول ” أنا أفكر إذن أنا موجود ” ، ويؤمن ديكارت كذلك بأنه لا وجود لحياة نفسية خارج الشعور ما عدا الحياة الفيزيزلوجية التي ليس لها علاقة بنفسية الإنسان يقول ديكارت ” ليس هناك حياة نفسية خارج الروح سوى الحياة “الفيزيو لوجية ” ، فإذا كانت الحياة الفيزيولوجية غير شعورية فان الحياة النفسية لابد أن تكون شعورية فقط .[/size]
[size=56]إلا أن هذا الموقف يفسر بعض الجوانب فقط ويعجز عن تفسير كثير من الحالات الأخرى التي يتعرض لها الإنسان في حياته فلا يوجد شيء يؤكد أن الحياة النفسية هي كلها شعورية وقابلة للملاحظة ، فهناك الكثير من الحالات النفسية والسلوكية عجز الإنسان عن تفسيرها تبعا للشعور وهنا كان لابد من افتراض جانب آخر يشكل الحياة النفسية وهذا الجانب هو اللاشعور .[/size]
[size=56]على خلاف الموقف الأول افترض طبيب الأعصاب النمساوي ” سيغموند فرويد 1859 / 1936 ” وجود جانب آخر أكثر أهمية من الشعور واليه يمكننا إرجاع معظم تصرفاتنا وهو” اللاشعور” الذي عرفه على انه مجموعة السلوكات التي تصدر عن الإنسان دون وعي منه لأسبابها ودوافعها ففي نظره هناك سلوكات يقوم بها أي إنسان يعجز عن تفسيرها فمثلا زلات القلم وفلتات اللسان والأحلام ما هي إلا تعبيرات عن هذا الجانب المظلم في الحياة النفسية والذي اعتبر انه يمثل جل الحياة النفسية أي الجانب الأكبر منها ، ومن خلال أبحاث فرويد الطويلة في هذا المجال استنتج أن اغلب سلوكات الإنسان هي بالأساس لاشعورية وسببها تعبير الغريزة الجنسية المكبوتة التي سماها ” الليبيدو’ يقول فرويد في هذا السياق ‘ إن الفنان الذي يرسم لوحة فنية ليس إلا طريقة لا شعورية للتعبير عن غريزته الجنسية المكبوتة ” وقد كان عالم النفس الفرنسي ” شاركو ” قد أشار أيضا إلى وجود جانب خفي في الحياة النفسية يؤثر في سلوكات الإنسان .[/size]
[size=56]غير أن آراء فرويد بالرغم من أهميتها وصحتها إلى حد ما ، تعرضت إلى كثير من الانتقادات حتى من أقرب الناس إليه فآراءه المتعصبة لجهة سيطرة اللاشعور على حياة الإنسان افقده خصوصية هامة ألا وهي الوعي والإدراك فجعله أسيرا لغرائزه ومكبوتاته ونفى عنه كذلك كل إرادة وحرية في الاختيار ، فابنته ” أنا فرويد ” وتلميذه ‘ ادلر ” كانا أكثر من انتقده في هذا الجانب .[/size]
[size=56]إن اعتبار الحياة النفسية يمثلها الشعور فقط فيه نوع من الإهمال لجانب مهم وهو اللاشعور ، وكذلك اعتبار الحياة النفسية يمثلها اللاشعور فقط فيه تقليل من قيمة الإنسان كانسان بكل خصائصه ، والرأي السليم هو أن الحياة النفسية عند الإنسان لا يمكن معرفتها وتفسيرها إلا بالإيمان بوجود الجانبين معا فهما يتكاملان لمعرفة حقيقة النفس الإنسانية وما يدور بداخلها وان كانت هذه المعرفة محدودة الى حد ما .[/size]
[size=56]خاتمة : ( حل المشكلة )[/size]
[size=56]وهكذا نستنتج في الأخير من طرحنا لإشكالية الشعور باعتباره وسيلة لمعرفة حياتنا النفسية نؤكد على ضرورة إعطاء الأولوية للشعور في اغلب الحالات مع مراعاة وجود جانب اللاشعور الذي يصلح لتفسير حالات أخرى خاصة عند المرضى النفسيين[/size]
[size=56]إعداد الأستاذ : بودانة عبد الهادي[/size]
الاخلاق [size=56]مقالة جدلية : هل الأخلاق مطلقة أم متغيرة ؟[/size]
[size=50]مقدمة:
[size=56]إن المذاهب الأخلاقية وجدت نتيجة محاولة الفلاسفة فهم و تفسير الأخلاق العلمية أي السلوك اليومي للناس و من الخلافات التي واجهها هذه المذاهب هو أساس وطبيعة القيمة الخلقية و قد تعددت هذه المذاهب تبعا لتعدد وجهات النضر حول القيم الخلقية و الأخلاق عبارة عن قيم و أفعال تقوم على أحكام تقديرية تصبوا إلى التوجيه نحو ما ينبغي أن يكون عليه السلوك الإنساني وغايتها ومن هذا الإرشاد و التقويم وفي هذا الصدد هناك من أعتبر القيمة الخلقية مطلقة و البعض الأخر اعتبرها نسبية و هذا يدفعنا إلى طرح الإشكال[/size]
[size=56]الأتي:[/size][size=50] هل الأخلاق مطلقة أم متغيرة؟[/size]
[size=50]القضية:[/size][size=56]الأخلاق ثابت أي واحدة مطلقة لكونها تقوم على جملة من المبادئ و الثوابت بمعنى أن الأخلاق موضوعية و واحدة تتجلى هذه الوحدة في كون هذه القيم نابعة من الدين الذي هو إلزام متعالي ألاهي وهو الاعتقاد بوجود مبدأ أعلى مفارق للطبيعة، واعتقادنا هو الذي يدفعنا إلى أداء واجبات اتجاه الإله كما أن القيم الخلقية القائمة على أساس ديني تعتبر تشريع مطلق ومقدس وأيضا فيه دعوة صريحة للنضر في النصوص الشرعية وهذا يبدو جليا في باب الاجتهاد والأصول لتهذيب السلوك الغريزي الإنساني، إن القيم و السلوكات و الأفعال الخيرة تدعوا إليها كل الكتب السماوية ففعل السرقة منبوذ في كل الديانات في حين العدل و الاستقامة والفضيلة أفعال مستحبة ومستحسنة في كل الكتب باختلاف الزمان والمكان و الأفراد و الجماعات . كما أنه قد تكون[/size]
[size=56]واحدة نظرا لمطلقية العقل لكون العقل ملكة فطرية وهبنا الله إياها لإدراك الحقائق المطلقة و الحقائق الخالدة يرى أصحاب النظرية العقلية أن أساس القيمة الخلقية للعقل فما هي كائن هي التي تفسر قيمته و هذه الماهية ثابتة مطلقيه لا تتأثر بزمان فهي صادرة عن مبادئ عامة و يقينية منزهة عن كل منفعة خاصة أو عامة في القتل و الكذب و الخيانة فهي أفعال ذميمة لأنها تحمل الرذيلة أما الصدق و الأمانة و الإحسان هي أفعال مستحبة لأنها تحمل الفضيلة لذا اعتبرها أفلاطون حكمة سامية غرضها الخير الأسمى . قال أفلاطون : “إن الخير فوق الوجود شرف و قوة ” .وهذا لا يعني أن الخير لا وجود له و إنما يعني أن وجوده أسمى كحقيقة مثالية من الوجود الواقعي و أن القوى العاقلة هي قمة الفضالة .[/size]
[size=56]و يرى كانظ : أن القواعد الأخلاقية مصدرها العقل لكونه الواجب و هذا الأخير و يقوم على الإرادة الحرة و يقصد بالإرادة الحرة . الإرادة الخيرة المنزهة من كل نفع مادي و إن الإنسان يدرك بعقلة القانون و يصرف بموجبه و مقتضاه فالواجب إلزام نفرضه على أنفسنا بمحض إرادتنا .[/size]
[size=50]نقد :[/size][/size]
[size=56]لكن تأسيس الأخلاق على الدين و العقل و إرجاعها إلى هذان العاملان فحسب لا يفسر تعددها ولا تنوعها الذي يفرضه الواقع على الفرد باعتبار الإنسان كائن إجماعي يتأثر بمبادئ الجماعة التي ينتمي إليها . ولقد جاءت أخلاق كانط متسمة بصورية و الجمود متجاهلة لمشاعر الناس وأحاسيسهم ، وهي أخلاق صالحة لتوجيه الكائن العاقل بصورة خالصة لا مشاعر له ولا عواطف ومثل هذا الإنسان لا نجده في الواقع ، بل نجده في عقل كانط وحده ومنه فأخلاق كانط مثالية لذا يقول بيڤي :” أن يدا كانط نقيتان لكنه لا يملك يدين “.[/size]
[size=40][size=50]نقيض القضية :[/size]
[size=56]إن الأخلاق النسبية متغيرة لان الإنسان لا يعيش لذاته و لا في عزلة من غيره بل أن أفعاله و سلوكه صورة للآخرين و منه يؤكد الاجتماعيون بان الأخلاق ظاهرة اجتماعية لكونها إلزام و ضعه المجتمع و على الفرد الامتثال لها لاعتبارها عضو في الجماعة و يرى دوركايم أن الوقائع الاجتماعية من الأسباب الغير شخصية لأنها مستمدة من المجتمع لذا يقول : ليس هناك سوى قوة أخلاقية واحدة تستطيع أن تضع قوانين للناس هي المجتمع .[/size]
[size=56]و يقول أيضا :”الفرد دمية يحرك خيوطها المجتمع ” إذا إن الضمير الفردي انعكاس للضمير الجمعي ” إذا تكلم الضمير فينا فإن صوت المجتمع هو الذي تكلم ” أما ليفي برول فيذهب إلى استبعاد المفهوم المعياري للأخلاق معتبرا الأخلاق ظاهرة اجتماعية تهتم بما هو كائن و ظاهرة متغيرة يمكن ملاحظتها و يرى ابن خلدون : أن المرء ابن بيئته و مرآة عصره .[/size]
[size=56]أما أنصار اللذة المعدلة أنصار أبيقور فهي تمثل طبيعة القيمة الخلقية في اللذة وحجتهم هي إذا عجز الإنسان عن تحقيق اللذة تألم و تألم كان شقيا و العكس صحيح فتحقيق سعادة الإنسان تتوقف على مدى إشباع اللذات وهي تعرف تعاليم أبيقور الشهيرة وكذالك لان الإنسان يطلب اللذة وينفر من الألم والفطرة والطبيعة ” اللذة صوت الطبيعة ” أما أنصار المنفعة فالخير عندهم شئ محسوس قابل للحساب والتقدير الكمي يقول جون ستيوارت مل:”أفضل أن أعيش تعيسا على أن أكون خنزيرا .[/size]
[size=50]نقد:[/size]
[size=56]لقد جعل هذا الاتجاه اللذة ومنفعة متغيرة والدوافع متقلبة غاية للأفعال الإنسانية هذا شانه شأن اتجاه أخلاق الاجتماعية ومن هنا فاللذة ومنفعة كمعيارين ذاتيين متغيرين لا يمكنهما أن يكونا قاعدتا الأخلاق لأن ارتباط الأخلاق بهما يجعلها مادية ويفقدها روحيتها . كما أن هناك من ثار على القيم والمبادئ السائدة في مجتمعه كسياسيين و المصلحين والأنبياء و الرسل و العلماء (غاليلي).[/size]
[size=50]التركيب:[/size]
[size=56]إن القيمة الخلقية الحقة هي التي تراعي ثنائية الإنسان العقل و الطبيعة البشرية أي التوفيق بينهما وبين متطلبات الواقع بما فيها من نزوع نحو الخير ونحو الشر.[/size]
[size=56]يقول الله تعالى:”ونفس وما سواها فألهمها فجورها و تقواها” ويقول عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-:”و إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا”.[/size]
[size=50]الخاتـــمة:[/size]
[size=56]هناك قيم مطلقة ثابتة واحدة في كل المجتمعات و الأديان كفعل السرقة الذي هو مستهجن في كل المجتمعات وفعل الكرم فعل مستحب لدى الجميع.[/size]
[size=56]ومنه فمهما تعددت الأخلاق في أساسها ومصدرها فهي واحدة في طبيعتها ومن حيث الهدف و الغاية التي تحملها أي السلوك وتهذيبه وتقويمه والارتقاء به وتبقى الأخلاق مبدأ ثابت ومطلق نسعى دوما إلى تحقيقه.[/size][/size]
[size=56]وللحصول على نقطة جيدة لاتعتمدوا على حجج الفلاسفة فقط بل استدلوا بحجج الواقع الذي نعيشه[/size]
[size=56] [/size]