كيف تكون الفتاة المسلمة
اعتنى الاسلام بالمرأة وأولاها أهميّةً وتكرماً لم تحظَ به في كافة القوانين الوضعية
وفي أي مُجتمعٍ آخر على مرِّ الزمان ، فقد كانت الفتاة تُدفن وهي وليدة وما زالت طفلة عند جاهلية العرب قبل الإسلام ،
وكانوا يعتبرونها عورة ، ويرونَ بوجودها حدوث المصائب والمآسي ،
وبأنّها تجلب لهم العار،فكانت المرأة مُبتذلة مُهانةً لا حقّ لها ولا احترام ،
فجاءَ الإسلام العادل ، الإسلام النور ، الإسلام الذي أخرج النّاس من الجهالة والعُبوديّة
للأحجار والأشجار إلى نور الدّين وضياء اليقين ، فأحلّ على حقوق الإنسان أبهى حُلّة ،
وصان الشرف ، وحمَى العِرض ، وأوجب القصاص والحدّ على من أساء وتعدّى على حُرمات الله ،
وإنّ الله يغار أن تزني أمته ، وأن يزني عبده ، فكانت الأمّة الإسلاميّة جمعاء
تنعم بالعدل والنور ، وكانت المرأة المُسلمة أسعد أمرأةٍ على وجهِ الأرض ،
أصبحت ملكةً في بيتها ، يحترمها ابنها ويتقرّب إلى الله ببرّها ويستجيب الله دعائها لولدها ،
ويُحبّها زوجها ويُساعدها في بيتها ويكون خير الناس خيرهُم لأهله.
أمّا الفتاة المُسلمة ، فكما أنَّ الله أكرمها بهذا الشرف ،
فينبغي لها أن تُحافظ على هذا الوسام الذي خلَعهُ الإسلام عليها ،
وللحديث عن كيف تكون الفتاة المُسلمة سنوجِز ذلك في عدّة نقاط توضّح هذا الأمر
كيف تكون الفتاة المسلمة
عليها أولاً أن تلتزم بدينها ، فتكون مؤمنةً بالله ورسولِهِ ،
وتكون من المحافظات على الصلوات والفرائض ،
وأن تتمثّل هذهِ العبادت على سلوكٍ وأفعال تظهر عليها.
على الفتاة المُسلمة أن تلتزم بالحجاب الذي فرَضهُ الله عليها ،
ولا تستمع لأقوال المدسوسين على الدّين من أنّ الحجاب هو قيد من القيود على حُريّتها ،
بل هوَ حفظٌ لها ، وعفّةٌ وهو وقاية لها من الأذى ،
وكذلك أن تلتزم باللباس الواسع الذي لا يشفّ عما ورائه ولا يصِف جسدها ،
وبهذا تكون قد حصّنت نفسها من عيون ونظرات الذئاب التي لا تُريد من الفتاة العفّة والطُهر
على الفتاة المسلمة أن تغضّ بصرها عمّا حرّم الله ،
فغضّ البصر أمرَ الله بهِ الرجال والنّساء على حدٍّ سواء لا فرقَ بينهما
على الفتاة المُسلمة أن تلتزم بِخُلقِ الحياء ، فالحياء من الإيمان ،
وهو جمالٌ للمرأة وزيادةٌ في حُسنها.
على الفتاة المسلمة أن تكون طائعةً لأبيها وأمّها ،
فببرّها لوالديها يتحصّل لها الخير ويكون الله في معيّتها.
إذا جاء صاحب الدّين لخطبة الفتاة فعلى الأهل أن لا يُمانعوا ،
فإذا أتاكم من ترضون خُلُقَهُ ودينهُ فزوّجوه ،
وعلى الفتاة المُسلمة أن تعتني بزوجها وأن تكون لهُ نعم الزوجة المُطيعة ،
فطاعة الزوج أجرها عظيم عند الله عزّ وجلّ.