من عوامل التقدم والرقى وجود فكر ادارى وقيادي ناجح وانّ العُقمَ القياديّ، وغياب الصّف الثاني من القيادات البديلة من أهمِّ المخاطر التي تهدّدُ مستقبل مؤسّساتنا العربيّة ومجتمعاتنا الإسلامية ولنا في قائد الأمة الإسلامية محمد صلى الله علية وسلم القدوة الحسنة فى تجهيز وتكوين وتسطير الصفوف في القادة بصرف النظر عن السن فقد ولى أسامة قيادة الجيش وهو ابن الرابعة عشر مع وجود عمالقة الإسلام أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وغيرهم ولم يعترض احد.
لدرجة انه بعد وفاة النبي صلى الله علية وسلم صمم ابوبكر الخليفة الأول للمسلمين على خروج الجيش بقيادة أسامة الذي اختاره الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ومعه عمالقة الإسلام كما إننا نجد وجود صفوف للقادة أول وثان وثالث ورابع وهكذا في الحروب والفتوحات الإسلامية وكانت الأوامر معروفة للجميع إذا قتل فلان يتولى أمر القيادة فلان وإذا قتل الثاني يتولى أمر القيادة الثالث وهكذا ومن هنا كان سر نجاح الفتوحات الإسلامية إنها لا تقف عند قائد واحد وكان تسلسل القيادة من عوامل نجاح امة الإسلام في عصورها الأولى .
وهذا يدعونا إلى التمسك بالأمر الأول والمنهل الصافي بسنة النبي المختار وقراءة سيرته وهديه لإخراج المعاني التربوية والفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي جاء بها النبي ﷺ في أكمل صورة وأعلى مثال ، بصلة الحب العميقة في جذور قلوب المحبين لسيد المرسلين.
ففي حياته صلى الله عليه وسلم قوة لنا وقدوة يجب الإيغال فيها برفق ، ودراسة متأنية.
جمع قائدنا صلى الله عليه وسلم المكارم فبلغ غايتها ، وتمثل الفضائل فاعتلى قمتها ، وتمم المحاسن فكان فارسها ، وكمل المحامد فصار حارسها .
لما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة أسس بناء الدولة العظيمة المتماسكة الأطراف بناء من الداخل
يسوده المحبة والألفة .-